أكد محمد كليوين، رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، أن التشغيل داخل الجمعيات يشكل ركيزة أساسية لإدماج الشباب في سوق العمل، مستعرضًا التحديات والإجراءات القانونية التي يجب تطويرها لضمان استدامة هذا التشغيل وتعزيز دوره التنموي.
جاء ذلك خلال مداخلته في الندوة التي نظمها، مساء يوم السبت 31 ماي 2025، المكتب الجهوي للجمعية المغربية لتربية الشبيبة بجهة الرباط سلا القنيطرة، بحضور أكاديميين وخبراء وفاعلين جمعويين، في مركز المنصور للشباب بحي يعقوب المنصور بالرباط.
استعرض كليوين خلال مداخلته مسألة التمييز بين الجمعيات غير الربحية والشركات التجارية، مشيرًا إلى أن الجمعيات تؤدي مساهمات مالية للتصريح بالعاملين لديها، مما يتطلب إطارًا قانونيًا واضحًا يمنح الجمعيات امتيازات ضريبية تتماشى مع طبيعة دورها الاجتماعي. وأكد أن غياب هذا التمييز يؤثر سلبًا على استدامة العمل الجمعوي ويحد من قدرته على استقطاب الشباب الباحثين عن فرص تشغيل دائمة.
الشراكات الدولية وتأثيرها على استقلالية القرار الجمعوي
كما سلط الضوء على تحديات التمويل الدولي، مؤكدًا أن بعض الجمعيات تعتمد على دعم خارجي من دول غربية، مما يطرح تساؤلات حول استقلالية القرار الجمعوي. وأبرز ضرورة خلق توازن بين الاستفادة من هذه الشراكات والمحافظة على الهوية الوطنية للمشاريع المجتمعية.
من التطوع إلى التشغيل المستدام
في سياق حديثه عن استدامة التشغيل الجمعوي، أكد كليوين على أهمية تطوير نماذج تشغيلية داخل الجمعيات تتيح فرص عمل حقيقية للشباب، بدلًا من الاكتفاء بالتطوع التقليدي. وأوضح أن ضمان بيئة تشغيل مستدامة يتطلب دعمًا ماليًا وتنظيميًا من الجهات الرسمية والخاصة، إلى جانب تعزيز الشراكات المحلية لضمان ديمومة المشاريع الجمعوية.
الإعلام شريك في دعم المجتمع المدني
لم تغفل مداخلة كليوين الدور المحوري للإعلام في تعزيز عمل الجمعيات، حيث شدد على ضرورة تسليط الضوء على المبادرات الجمعوية عبر المنصات الإعلامية المختلفة لضمان انتشارها وتوسيع نطاق تأثيرها في المجتمع.
نحو نموذج جديد للتشغيل الجمعوي
في ختام مداخلته، دعا رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة إلى ضرورة تبني نموذج تشغيل جمعوي أكثر مرونة واستدامة، يأخذ بعين الاعتبار التحديات الاقتصادية والتنظيمية، ويضمن بيئة قانونية محفزة للجمعيات لتستمر في أداء دورها الفاعل في إدماج الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
