رسالة للسيد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة
بمناسبة اليوم الوطني لحقوق الطفل
السيد رئيس الحكومة
كما تعلمون تعيش بلادنا على وقع جائحة فيروس كورونا- كوفيد 19، وما تلاها من إعلان حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني منذ 24 مارس 2020 من طرف السلطات العمومية، وذلك سعيا للحد من انتشار أكبر لفيروس كورونا –كوفيد 19 ، وكشكل من أشكال الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين والمواطنات ببلادنا. وهو وضع خلف إرباكا في العلاقات الأسرية والاجتماعية، وضغوطات نفسية وجسدية على الأفراد والجماعات، صغارا وكبارا.
السيد رئيس الحكومة
لا أحد يجادل في الأثار السلبية لهذا الوباء الذي عم بلاد المعمور، إذ لم تعد تداعياته تشمل ما هو جسدي فحسب، بل انسحب تأثيرها على الوضعية النفسية للجميع من جراء فرض السلطات المختصة لحجر صحي في المنازل . كما لا نحتاج في هذا السياق أنه في ظل إعلان حالة الطوارئ الصحية، هناك فئات معرضة أكثر من غيرها لمختلف التأثيرات النفسية، ونخص بالذكر فئة الأطفال وكل ما يتعلق بصحتهم ونموهم ووجودهم اليومي المفعم بالحياة، بالنظر لطبيعة عمرها وما يتميز به من حركية، فالوضعية النفسية هي جزء من الصحة العامة للمجتمع حتى وإن كانت في أوضاع عادية فما بالك بزمن استعجالي كالذي نعيشه حاليا في ظل هذه الجائحة. ولاشك أن الحجر الصحي فرض على ملايين الأسر العيش في أمكنة مغلقة بكثافة سكانية مرتفعة، كوضع لا يمكن تحمله من طرف الأسر، حيث يتم تصريف ذلك على شكل توترات و عنف تطال الحلقة الأضعف داخل الأسر أي النساء والأطفال ، كما يذهب إلى ذلك الباحثين في علم الاجتماع.
من هذا المنطلق نلتمس منكم السيد رئيس الحكومة النظر في وضعية أطفالنا، والتفكير في سبل التنشيط والترويح عن نفس هذه الفئة. ونعتقد أن أولى الإجراءات التي يمكن للحكومة التفكير بها هي السماح للأطفال رفقة أسرهم بالخروج إلى الأماكن العامة لمدة زمنية محددة في اليوم، والتي يمكن تحديد مواقعها من طرف السلطات العمومية ( حدائق، منتزهات، غابات، شواطئ...)، مع اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية والوقائية من ارتداء كمامات وتباعد بين المستفيدين من الخرجات. كما يمكن في هذا الصدد تقديم الدعم النفسي عن بعد لهذه الفئة، عبر خط أخضر يمكن إحداثه لهذه الغاية، أو وحداث صحية للدعم النفسي والاجتماعي....
وهي على كل حال إجراءات ذهبت إليها دول أخرى للتحفيف من وطأة الحجر على أطفالها، ويكفي النظر للصور المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص لنتبين حجم الفرح المرسوم على محيا الأطفال.
ونعتقد أنه إذا أردنا أن تبلغ هذه الاجراءات مداها، فلابد من خطة متكاملة تتدخل فيها كل القطاعات الوزارية المعنية بقضايا الطفولة، وكل الفاعلين في المجتمع المدني العاملين في مجال الطفولة، التي تظل أكثر الفئات تضررا من الحجر الصحي باعتبارها أقل مناعة نفسية في مواجهة تبعات الجائحة.
السيد رئيس الحكومة
لاشك أن هذه الجائحة فرضت عدة استحقاقات جديدة على مغربنا ليس لنا عهد بها من قبل. وإذا كنا كجمعية نؤكد على أهمية اللحظة الوطنية الناتجة عن جائحة كورونا COVID 19 ، والمتميزة بما تم إقراره من إجراءات استباقية، ومبادرات تضامنية محمودة. فإننا نشدد على اهمية النظر و التفكير العميقين في الأوضاع النفسية و الاجتماعية لأطفالنا، باعتبارهم أكثر فئات ساكنة الكون حرمانا من اللعب، والحركة وممارسة شغبهم الجميل لا تحلو حياتنا بدونه، وأي صور ضارة تنطبع في ذاكرتهم قد تنعكس عليهم مستقبلا وهم راشدين وشبابا كما يقول المختصون في علم نفس الاطفال.
عن المكتب الوطني
الرئيس محمد الصبر