أعربت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة عن أهمية بناء وتجهيز مراكز الاستقبال والإدماج الاجتماعي المهني في الأقاليم والجهات، لحماية الأطفال في وضعيات صعبة والطفولة المحرومة من الأسرة، والفئات المعرضة للهشاشة. كما أشارت الجمعية إلى ضرورة تحسين جودة الخدمات المقدمة للطفولة في مؤسسات الاستقبال والرعاية الاجتماعية، وتطوير وتنمية مؤسسات الاستقبال ووقاية الأطفال من الإهمال من خلال مساعدة الأمهات في وضعيات صعبة من خلال الاستقبال والرعاية والاستماع والمرافعة.
تأتي
توصيات الندوة الوطنية التي نظمتها جمعية أميج في مجمع مولاي رشيد للطفولة والشباب
ببوزنيقة، بعنوان "السياسات العمومية المندمجة لحماية الطفولة - الأجهزة
الترابية المندمجة كآلية حمائية"، لتسليط الضوء على أهمية إنشاء لجان إقليمية
لحماية الطفولة ومراكز المواكبة لحماية الطفولة. كما تم التأكيد على ضرورة وضع
برنامج للتدريب في مجال الطفولة، وإنشاء منظومة معلوماتية إقليمية لتتبع الطفل
خلال فترة الحماية، وتطوير أدوات عملية تساعد في تحقيق الاتساق بين البرامج
والخدمات القطاعية المتعلقة بحماية الطفولة.
وقد
شهدت الندوة الوطنية لجمعية أميج مداخلات مختلفة، بما في ذلك مداخلة الأستاذة
"لمياء البغييل" ممثلة عن وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة،
حيث قدمت معلومات حول "السياسات العمومية المندمجة لحماية الطفولة - الأجهزة
الترابية المندمجة كآلية حمائية". كما قدمت ممثلة التعاون الوطني "وفاق
كاملي" مداخلة حول "دور مؤسسة التعاون الوطني في تفعيل الأجهزة الترابية
المندمجة لحماية الطفولة ترابيًا". وأبرزت الندوة أيضًا مداخلة محمد كيلوين،
رئيس مقاطعة الفداء، الذي قدم نموذجًا لاختصاصات الجماعات الترابية ودورها في
حماية الطفولة، وتميزت أيضًا بمداخلة الأستاذة رجاء طبط، التي قدمت تجربة جمعية "أميج"
في حماية الطفولة والتعاون مع مكونات الأجهزة الترابية المندمجة لحماية الطفولة،
واستعرضت تجربة فرع سلا كنموذج.
شدد
المشاركون في الندوة الوطنية على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين جميع الجهات
المعنية بمجال الطفولة، وإشراك الأطفال في وضعيات صعبة في إيجاد الحلول المناسبة.
كما أكدوا على أهمية تحسين نظام التبليغ عن القاصرين المعرضين للخطر، وتعزيز
الوقاية من خلال الرعاية المناسبة للأسرة، وتقييم السياسات المندمجة في مجال
الطفولة لتحسينها وتعزيز فعاليتها في حماية الطفل وتأهيله ليكون مواطنًا فاعلًا
ومساهمًا في التنمية الشاملة.
توصى الندوة الوطنية المنظمة من طرف الجمعية بضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات والجمعيات المعنية بحماية الطفولة، بما في ذلك الجماعات المحلية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، بهدف تعزيز الشبكات المحلية لحماية الطفولة. يجب أن يكون هناك تواصل وتنسيق فعال بين هذه الجهات لتحقيق الأهداف المشتركة في تعزيز حقوق الطفل وضمان سلامته ورعايته.
كما
تم التشديد على ضرورة توفير التدريب المستمر والتطوير المهني للمتخصصين في مجال
حماية الطفولة، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الأطفال في وضعيات صعبة.
يجب أن يكون لديهم المعرفة والمهارات اللازمة لتقديم الدعم اللازم والرعاية
المناسبة للأطفال المحتاجين.
علاوة
على ذلك، ينبغي تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا حماية الطفولة وتعزيز دور المجتمع في
التصدي للتحديات التي تواجه الأطفال. يجب تشجيع العائلات والمجتمعات على المشاركة
الفعالة في توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، وتعزيز ثقافة حقوق الطفل والمسؤولية
المشتركة في حمايتهم.
باختصار، تسعى جمعية أميج في بوزنيقة من خلال الندوة الوطنية إلى إثارة الوعي والتحفيز حول أهمية حماية الطفولة وتحسين السياسات العمومية المندمجة في هذا الصدد.