» في منتصف الخمسينات عقد العزم لتحويل ذاك الحلم، وتلك الفكرة إلى واقع ووجود
مادي ملموس؛
» كان الانخراط ومنذ وقت مبكر في مختلف ميادين التنشئة الاجتماعية والتكوين والتعبئة،
والمنافحة بعزم وإصرار عن قضايا الطفولة والشباب ببلدنا. والانخراط بكل إمكانياتنا
في التأطير والتوعية والتثقيف.
إنها بكل اختصار: الجمعية المغربية لتربية الشبيبة-
لاميج
صار عمرها الآن خمسة وستون، لم تخب جذوتها منذ الولادة، استمرت وهاجة، تضيئ كل الدروب المظلمة، فاتحة المجال أمام كل باحث عن هواء نقي، قوامه كل ما هو جاد وهادف، ومساهمة في تكريس قيم التطوع، رأسمالنا الرمزي الذي سنظل نفتخر به، ومنتصرة لقيم الحداثة والتقدمية.
وقبل هذا وذاك، يأتي تخليدنا لهذه الذكرى،
والشعب الفلسطيني الباسل مستمر في انتفاضته التي انطلقت من القدس وامتدت إلى اللذ
وحيفا وام الفحم ونابلس ورام الله والخليل ووصلت إلى غزة وكل القرى والبلدات
الفلسطينية، وإلى حدود فلسطين مع لبنان والأردن وسوريا، وهي انتفاضة جاءت امتدادا
لسيرورة نضالية ضد احتلال مستعمر جاثم على صدور شعب منذ ثلاث وسبعين عاما، احتلال
لم يتورع كما هو ديدنه عن استعمال أكثر الأسلحة فتكا ودمارا، واقترافه لجرائم حرب،
وانتهاك أبسط الشرائع والمواثيق الدولية، تحت صمت المنتظم الدولي الذي لم يحرك
ساكنا إزاء هذه الجرائم، وما الصور التي تجوب العالم من غزة إلا أبلغ دليل على
عدوانية الكيان الصهيوني، ومارس من التدمير والقتل والتهجير ما لم يعشه شعب من
قبل، فضلا عن استمراره في تهويد الأماكن المقدسة وهدم البيوت، وملء السجون
بالمعتقلين بأحكام تتجاوز الخيال، إنه كيان محتل بنى وجوده المادي على أنقاض
معاناة شعب ناضل ولازال في سبيل نيل حريته واستقلاله، مقدما جيشا عرمرما من
الشهداء والجرحى والمعطوبين من أطفال وشيوخ ونساء، في ملحمة قل نظيرها في تاريخ
البشرية، إنه شعب الجبارين كما سماه ذات يوم الراحل ياسر عرفات.
وقد اختارت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة
ومنذ تأسيسها الاصطفاف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، من منطلق
الانتماء للإنسانية كوعي ظل مترسخا على مدى أجيال، ولم نحد عنه قيد أنملة، ومن
منطلق عدالة مطلب الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة التي نصت عليها العديد من القرارات
الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، نطالب كجمعية اختارت دائما الانحياز
للقضايا الإنسانية العادلة، واعتبرت القضية الفلسطينية قضية وطنية:
×
دعوة المنظمات الدولية إلى إدانة هذا العدوان
السافر على كامل الجغرافية الفلسطينية؛
×
وقف الجرائم الهمجية ضد الإنسانية التي يرتكبها كيان الاحتلال في حق الشعب
الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، والضفة والقدس وأراضي 48؛
×
مساندتنا التامة لكفاح الشعب الفلسطيني البطل، ومقاومته الباسلة من أجل حق
العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية على كامل ترابه وعاصمتها القدس؛
×
تجدد الجمعية المغربية لتربية الشبيبة
تأكيدها على حق الفلسطينيين في تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، واسترجاع
حقوقهم المشروعة والمغتصبة، كما تشدد على دعمها للفلسطينيين فيدفاعهم عن حقوقهم
بكافة الوسائل التي تكفلها المواثيق والمعاهدات الدولية باعتبارهم شعب يرزح تحت
نير احتلال واستعمار آن الأوان أن ينتهي.
دعوة الحكومة المغربية بإغلاق مكتب الاتصال
الإسرائيلي بالرباط.
ونحن نحيي هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا
والمترسخة في الوجدان الجمعي لفروع الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ، نؤكد أن الأمر الثابت في مسيرتنا، كان
ولايزال وسيظل تلك القناعة الثابتة لدى الأميجيات والأميجيين،
والتي مفادها الدفاع عن أماني وطموحات الشباب ذكورا وإناثا في العيش الكريم،
وعن أحلام طفولة وشباب هذا الوطن، واستعدادنا الدائم للترافع بمعية مختلف
التعبيرات المدنية الصديقة التي تشتغل في الحقل الجمعوي التربوي عن حق الطفولة
في اللعب والترفيه والتخييم، بما هي مصالح
فضلى لهذه الفئة منصوص عليها في مختلف المواثيق والعهود الدولية ذات الصلة بحقوق
الطفل، التي صادقت عليها الدولة المغربية، فضلا عن كون الفئات المعنية بهذه الحقوق
نعتبرها عصب أي تنمية حقيقية لبلدنا حاضرا ومستقبلا.
وبناء عليه، نعتز كجمعية بمساهمتنا في تأطير العنصر البشري وتأهيله لكسب رهان مجتمع الكرامة وحقوق الانسان،
ونعتبر أن ذلك لن يبلغ مداه دون تمكين لاميج والحركة الجمعوية عموما من أوليات
عملها، وتأهيل منخرطيها، بما يؤهلها للقيام بدورها في مواكبة السياسات العمومية
ذات الصلة بعلة وجودها: الطفولة والشباب.
وللسنة الثانية على التوالي تحل ذكرى تأسيس جمعيتنا،
والمغرب لازال يعيش على إيقاع جائحة كوفيد19، وما خلفته من تداعيات فرضتها حالة
الطوارئ الصحية، إذ أن مؤسسات دور الشباب لازالت موصدة أمام روادها، ولا تكوينات
أو تداريب نظمت، والبرامج التنشيطية المبشر عنها أضحت في خبر كان، وصولا إلى ما تم
الإعلان عنه على لسان المسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة في شأن إلغاء مخيمات
صيف 2021 للمرة الثانية على التوالي، بدون حتى تقديم بدائل تنشيطية لهذا الإلغاء،
وهو قرار أبسط ما يقال عنه أنه عقاب جماعي لأطفال وشباب وجمعيات هذا الوطن، وبدون
أن يأخذ هذا القرار في الحسبان معاناة الطفولة المغربية في فترة الحجر الصحي من
ضغط نفسي كبير.
داخل هذا المضمار، نجدد دعوتنا للقطاع الوصي
إلى تكثيف عملية إصلاح
البنيات التحتية لفضاءات التخييم والاصطياف المتواجدة، وتوسيع شبكة المخيمات
القارة ببناء فضاءات تخييمية إضافية، حتى تستجيب للحاجيات المتعاظمة للطفولة
المغربية في أنشطة التخييم والترفيه.
كما ندعو جميع القطاعات
الحكومية التي لها علاقة بالأسرة والطفولة وعلى رأسها قطاع الشباب والرياضة إلى توفير بدائل لقرار عدم تنظيم أنشطة صيف
2021، تتمحور حول حق الطفل في العطلة والترفيهوالتخييم، والتفاعل الإيجابي مع
مقترحات الفاعلين الرئيسيين في المجال ومن ضمنهم جمعيتنا، والتي لها من الإمكانيات
والقدرات ما يؤهلها لاقتراح بدائل تضمن حق العطلة للطفولة المغربية، والتمتع بكافة الحقوق الواردة في اتفاقية حقوق الطفل دون
أي تفريق أو تمييز، والمشاركة بما يتماشى والمصلحة الفضلى للطفل.
ونحن نحيي هذه الذكرى أيضا، نتقدم لكافة فروعنا وجهاتنا وشبابنا وأطفالنا بكل مشاعر المودة والحب والتقدير والاحترام نظير ما تبذلونه من جهود مضنية في خدمة الطفولة والشباب، ونقول لكن ولكم أنه يحق لنا جميعا كأسرة أميجية الافتخار بأميج، أن نعتز بتاريخها الممتد في الزمن، بتجاربها، ومساهمتها في صيانة العمل الجمعوي التطوعي، والحفاظ عليه من الاندثار، وتحصينه من كل ما من شأنه أن يؤثر على هويته التقدمية والحداثية، ولنا كامل الثقة في صدقيتكم وإخلاصكم وعشقكم للعمل التربوي التطوعي الجاد والهادف في زمن أضحى فيه كل شيء سلعة، تباع وتشترى. أنتم/ أنتن صناع الأمل، صناع المستقبل، صناع الحياة، أنتم/ أنتن ذخيرة وعمادهذه الجمعية.بكن وبكم نصنع لأميج غد أفضل.
عن المكتب الوطني للجمعية المغربية لتربية الشبيبة