سعـد دالـيا
أجمع المشاركون خلال اللقاء الفكري في موضوع " في الحاجة إلى الفلسفة " والذي نظمته الجمعية المغربية لتربية الشبيبة بمدنية فاس بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة أن استخدام مفهوم العقلانية يعتبر حوار وحجاج مقنع ، والعمل
على تطوير أدوات الحوار هو تطوير للعقلانية ، وأن دور المثقف قد أعاد طرح إشكالية عمل هذا الأخير من داخل المؤسسات أم من خارجها ، واعتبار التحدي الأكبر للمثقف هو كيف يدخل المنظومة الاجتماعية دون أن تلفظه ودون أن يمس باستقلاليته مع احترام التعدد الفكري .
على تطوير أدوات الحوار هو تطوير للعقلانية ، وأن دور المثقف قد أعاد طرح إشكالية عمل هذا الأخير من داخل المؤسسات أم من خارجها ، واعتبار التحدي الأكبر للمثقف هو كيف يدخل المنظومة الاجتماعية دون أن تلفظه ودون أن يمس باستقلاليته مع احترام التعدد الفكري .
اعتبر " لحكيم بناني " أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس خلال الحلقة الثامنة من لقاءات " حديث الأربعاء " نظمته يوم الأربعاء الماضي جمعية " أميج " في إطار تخليدها للذكرى 63 لتأسيس الجمعية ، أن الفكر الإنساني قام على الفلسفة وأن هذه الأخيرة ليست مجرد محتوى أو مضامين ، لكنها طريقة في التفكير ينتصر معها الفكر العقلاني وتزويد الإنسان بالحجة والدليل العقلي لمواجهة أسئلة الوجود والحياة ، يشير الأستاذ الجامعي إن أول إنتاج مهم للفلسفة هو المنطق الذي سمح بالانتقال من الواقع الضيق إلى الممكن الأكثر رحابة والانتقال من القطرية إلى الكونية .
الأستاذ الجامعي " لحكيم بناني " لم يستثني خلال محاضرته المقامة بمقر المديرية الجهوية للثقافية بمدينة فاس والتي حضرها الطلبة الجامعيين وفعاليات جمعوية بمدينة فاس في الإشارة إلى الأدوار التي لعبتها الفلسفة في مسارات الإصلاح الديني ، بعد أن تطورت الفلسفة كهرمينوطيقا ــ تأويل للنصوص ــ وهي بالمناسبة مسألة ليست تقنية فقط بل لها بعدها السياسي ، فالكنيسة على سبيل المثل وليس للحصر كانت تعتبر أنها الجهة الوحيدة التي تمتلك حق تأويل النصوص المقدسة ، وعلى هذا الأساس ما كان للإصلاح الديني أن ينجح في نظر الأستاذ الجامعي لو لم يستثمر الهرمينوطيقا التي طورتها الفلسفة ، بعد أن قام الإصلاح الديني على استثمار المبادئ الفلسفية الكبرى ، إلى جانب ذلك فالفلسفة تساعد الجميع على إعادة ترتيب نظرتهم للعالم بناء على تطور نتائج ومكتسبات العلم الحديث .
وبالنسبة للمستوى التعليمي أكد الأستاذ الجامعي " لحكيم بناني " أن المجتمع في حاجة إلى الفلسفة قصد بناء المنطق وتربية الأجيال على الحجاج العقلي منذ الطفولة ، على اعتبار أن الفلسفة تملك التفكير العقلاني ، وتعليمها المجتمع الفلسفة خصوصا بالنظر إلى تعدد المداخل إليها في التفكير الجماعي للقضايا المشتركة ، وهو ما يعتبره الأستاذ المحاضر يجعل الفكر الإنساني والبحث العلمي أكثر إنتاجا وأكثر ديمقراطية ، فالثقافة في نظر الأستاذ المحاضر لا تنحصر في نشر الكتب والمقالات ، وإنما تأخذ بعدها الحقيقي في الحوار الاجتماعي الذي تخلقه بين باحثين من تخصصات متعددة ومختلفة . وهو ما يفتقده اليوم وبكل أسف العمل الأكاديمي المحلي وفي الثقافة المغربية عموما التي تهيمن عليها الفردانية والتشتت .
يشير في الأخير الأستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس " لحكيم بناني " في نهاية محاضرته أننا اليوم في حاجة ملحة للفلسفة لكي نجعل التفكير/ الوجود ، بتعبير الكوجيتو الديكارتي إمكانا متاحا للجميع وهو ما يجعل الجميع ينتقل بالسؤال من الحاجة إلى الفلسفة إلى الحق في الفلسفة .