من اجل عقد سياسي جديد قوامه الوطن والمواطنة
تحل ذكرى تخليد اليوم العالمي للشباب الذي يصادف 12 غشت من كل سنة في ظل تحولات عدة يعرفها المشهد السياسي المغربي والحراك السياسي المتعدد الأوجه، وكذا الديناميكية الشبابية التي كان لها الأثر العميق في إحداث تغييرات عدة على المشهد السياسي و الاجتماعي بالمغرب.
ان فضاء المواطنة التشاوري للشباب الذي أخذ على عاتقه المرافعة على قضايا الشباب الذي لم يكن اختيارا اعتباطيا ، بل راهن على الشباب باعتبارهم روح التغيير.
إن فضاء المواطنة التشاوري للشباب وهو يخلد اليوم العالمي للشباب يجدد التزامه بالمرافعة على قضايا الشباب وطنيا ومحليا يؤكد أن لا مستقبل للمغرب بدون الرعاية والعناية بالشباب .
- إن أي نهضة اجتماعية واقتصادية وثقافية في المغرب لا يمكن أن تمر إلا عبر إمكاناته البشرية، لهذا فإن التعليم يوجد اليوم في قلب أي مشروع تنموي يريد المغرب القيام به، ونتطلع اليوم إلى إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية وتسريع وتيرة إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية وملائمتها، و التطورات التي تعرفها المعارف والتطورات التكنولوجية .
إن فضاء المواطنة التشاوري للشباب بسلا، باعتباره فاعل مدني شبابي ، وانسجاما مع رسالته في الترافع عن قضايا الشباب ومن أجل مغرب المواطنة الذي يتسع للجميع، وتأسيسا على خلاصات التقرير العام للنموذج التنموي الجديد ألذي أقر بان الأمة المغربيـة تراهـن علـى تحقيـق إقـلاع حضـاري ينبنـي علـى اسـتثمار كافـة مقومـات التنميـة فـي أبعادهـا الاجتماعيـة والاقتصاديـة والسياسـية والثقافيـة بما فيها الشباب .
يؤكد أن السياسة الوطنية لإدماج الشباب، تشكل اليوم إحدى أهم أولويات بناء المغرب المأمول، سياسة تنطلق من تشجيع مشاركة فعالة للشباب في تسيير المؤسسات المنتخبة سواء المحلية أو الوطنية أو القطاعية أو المهنية، وهو ما يمر عبر تشبيب الإطارات والمنظمات الجماهيرية من أحزاب وجمعيات ونقابات، من جهة، ومن جهة ثانية عبر تأهيل الحركة الشبابية ودعم المنظمات الشبابية المدنية والحزبية القائمة، وتمكينها من الناحية المؤسساتية والمالية والتقنية، وتشجيع الشباب على تنظيم أنفسهم في إطارات مدنية وطلابية ورياضية، و تمر بالأساس عبر الوسائل الديمقراطية التشاركية في صناعة هذه السياسة دون وصاية من أي احد..
يعتبر تغييب الشباب والنساء عن مراكز اتخاذ القرار يشكل عائقا يجب رفعه أمام المغرب المنشود، وذلك عبر تمكين الشباب من الموارد الضرورية وتأهيل المنظمات والحركات الشبابية لتّطلع بدورها في التنمية، كما نؤكد على أهمية تنمية قدرات النساء والفتاة على الخصوص، لتحقيق دواتهن ولإدماج أفكارهن وأراءهن في بناء وتنفيذ السياسات والقرارات العمومية
- يعتبر إدراج المجلس الوطني للشباب و العمل الجمعوي بالدستور الجديد, مكسب لكل الشباب, ويدعو إلى إخراجه إلى الوجود بحضور حققي لمن يمثل الشباب
وعلى بعد أسابيع قليلة من الاستحقاقات الانتخابية لشتنبر2021، وانطلاقا من مساهمته في النقاش حول المشاركة السياسية للشباب ، فإن فضاء المواطنة التشاوري للشباب بسلا يرى أن المغرب في مرحلة مفصلية تتطلب من الجميع تحمل مسؤولياته، بالعمل على تقويم وإصلاح والقطع مع الممارسات التي تحول دون تطوير الممارسة الديمقراطية، المشاركة السياسية للمواطن والشباب
ومواكبة لهذه الدينامية التي جاء بها النموذج التنموي الجديد وما يتطلب ذلك من إشراك للجميع، فإن فضاء المواطنة التشاوري للشباب يوجه نداء لكافة الأحزاب المغربية لما لها من دور محوري في النهوض وبناء مغرب 2035، من أجل العمل ” بعقد سياسي جديد قوامه الوطن والمواطنة”بدعوة كل الفاعلين في العملية الانتخابية على نهج سلوك انتخابي شريف ومواطن وفق أخلاقياتٍ ديمقراطية عالية، في ظروف سليمة ونزيهة، بما يضمن التنافس بين البرامج والمشاريع المجتمعية بعيدا عن الوعود الهلامية، والتحلي بالجرأة والصدق في الترافع لخدمة المغاربة، وتقديم كفاءات ذات نزاهة ونظافة اليد،
إن التحلي بهذا العقد السياسي المواطن هو وحده الكفيل بتعزيز الثقة، ورفع نِسب المشاركة المُواطِنة، وإفراز مؤسسات مُنتخبة ذات مصداقية وقادرة على تجسيد البدائل، وضمان شروط إنجاح طموح الشباب في التغيير والإصلاح والتقدم وتنزيل مضامين النموذج التنموي الجديد.
ان فضاء المواطنة التشاوري للشباب بسلا يتمنى أن تجسد المحطة الانتخابية القادمة لَــبنةً نوعية في مسار البناء الديمقراطي والمؤسساتي، فلا يمكن بناء مغرب جدير بشبابه ، دون أحزاب قوية ذات مصداقية، باعتبارها أداة محورية في ممارسة الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات، فالرهان معقود عليها اليوم وبشكل فعال في تأطير الشباب وفي تدبير الشأن العام والمحلي ، ويعتبر الفضاء التشاوري للشباب بسلا ، أن الأحزاب هي ملك لجميع المغاربة، تتبوأ مكانتها في المشهد السياسي من خلال ثقة المواطن فيها عن طريق التصويت، غير أن تراجع ثقة الشباب في المشاركة السياسية هي وضعية مقلقة، فعلى الأحزاب إعطاء نفس للعملية الانتخابية، وأن تعزيز ثقة الشباب في المشاركة السياسية رهين بالتزام أكبر من طرف الأحزاب السياسية بمبادئ” العقد السياسي جديد قوامه الوطن والمواطنة
وإن كانت مهمة الأحزاب كبيرة فمهمة المواطن تعتبر أكبر لأنه هو جوهر ومحور العملية الانتخابية برمتها المتحكم فيها، وعليه إبلاءها ما تستحق من اهتمام لأنها ترهن مستقبل الوطن والمواطن مدة خمس سنوات، حيث ” يبقى الأهم هو التحلي بالحزم والإقدام، وبروح المسؤولية العالية، في تنفيذ الخلاصات والتوصيات النموذج التنموي الجديد ، التي سيتم اعتمادها، ولو كانت صعبة أو مكلفة.
